في تضاريس الحياة الاجتماعية ثمة غشاوة تشكل غمامة من العتمة والحواجز الشائكة امام بناء حياة زوجية خالية من «المنغصات» وتتمثل هذه الاشكالية في النظرة الشرعية التي يقبلها الدين ويرفضها المجتمع بحجة العادات والاعراف والتقاليد ولأن هناك زيجات تتعرض لاعاصير الخلافات التي تؤدي الى هدم البيوت ودك اركانها فان النظرة الشرعية تصبح بمثابة نبع للمكاشفة بين الزوجين والروشتة التي ترفع الخلافات التي قد تنشأ في ظل جهل كل منها للآخر فمن خلال «النظرة» يصبح كل من الزوجين على قناعة بالآخر فالزوج يختار عروسته على اسس منها الجمال ولا يتبين الجمال الا بالنظرة.
واذا كانت النظرة الشرعية هي الاكثر ضمانا لاستمرارية الحياة بين الازواج فان السؤال الذي يوجه سهامه بنظرات حادة يتمثل في كيفية ترويض العادات والتقاليد لقبول النظرة الشرعية باعتبارها جائزة في الشرع هنا قصص وحكايات عن ازواج وزوجات عصفت بهم رياح الحياة الزوجية عقب دخولهم العش الوردي بسبب عدم مقدرتهما لرؤية كل منهما للآخر قبل الزواج.
يقول الشاب سعد العمر انه في يوم خطبته لم يشترط الرؤية ولم يفكر في لحظة ان يرى خطيبته قبل الزواج بل اعتمد على رأي والدته واقتنع بكلامها وبعد الزواج تأكد له انه لم يكن بها اي عيب حيث كانت على قدر من الجمال لكن ليس الى درجة الوصف الذي قدمته والدته مما ولد لديه شعورا بالاحباط فبدأ يفتعل المشاكل معها الى ان تم الطلاق بعد اشهر قليلة من الزواج.
واستطرد انه لو كان رآها في النظرة الشرعية لكان قد اقتنع بها دون هذا الوصف المبالغ فيه.
وبالنسبة «لنوف أ. ح» فقالت انها كانت تنتظر رؤية عريسها في وجود محرم ولكن العادات والتقاليد عصفت بأحلامها وبعد الزواج شعرت بعدم الارتياح اليه وطلبت الطلاق وهي ترمي اللوم على اسرتها وعلى الاعراف والتقاليد التي كتبت تعاستها فترة وجيزة من الزواج.
الشاب فهد محمد علي له تجربة في هذا الصدد حيث قال بأنه حينما كان يفكر في الارتباط طلب من اهله اختيار عروسه حسب مواصفاته ولكنه احتفظ بتلك المواصفات في نفسه وبعد ان رآها فوجئ بأنها ليست بالمواصفات التي يبحث عنها وتم ابلاغ اهل الفتاة بأنه ليس هناك نصيب بينه وبينها الامر الذي سبب له حرجاً كبيراً مع اخيها والذي زاره في المنزل محاولا معرفة سبب عدم قبوله بشقيقته معتقدا ان بها عيباً ولكن ابلغه ان شقيقته الف من يتمناها ولكن القسمة حالت دون ان يرتبط بها.
الشاب بندر الشويمان قال ان النظرة الشرعية جائزة لكن السؤال هنا كيف يوافق المجتمع عليها خاصة وان معظم الزيجات تكون عن طريق وصف الامهات والاخوات للعروس واضاف انه يعتقد بأن حالات الطلاق كثرت بسبب المبالغة في وصف العرسان.
ويتفق ضيف الله العجمي مع الرأي السابق مشيراً الى ان المجتمع يحلل ويحرم من واقع العادات والتقاليد التي قيدت الزواج وهي احد الاسباب الرئيسية في الطلاق واستدرك ان هناك فئات من الرجال يتلاعبون بمشاعر بعض الاسر عند تقدمهم لخطبة احدى الفتيات حيث يشاهدها ثم يثرثر بما شاهده لانه لم يكن اصلا جاداً في الزواج.
وقال منصور الضامري ان الشاب الذي ينوي الزواج من حقه اختيار عروسه وفق ما يراه بعينيه حسب ما حدده الشرع وفي وجود المحرم.
فيما اوضح كل من اسامة الحازمي والحسن الحازمي ان على ائمة المساجد والخطباء وحتى مأذوني الانكحة تكريس قضية النظرة الشرعية وجوازها وترسيخها في الاذهان للأهمية وتابع.. ان وضع النظرة الشرعية تحت مقياس الاعراف قد يلحق الضرر الكبير بالحياة الزوجية في الواقع الحالي الذي يرفض بشدة السماح بها.
وقال علي عبدالرحمن السديس ان النظرة الشرعية تمكن الشاب من ابداء رأيه في شريكة حياته فالزواج عموماً هو انتقال لمرحلة جديدة عنوانها المسؤولية وبناء حياة اسرية خالية من لهو الشباب واللا مبالاة.
رفض النظرة
غير ان طارق السبهان يرفض النظرة الشرعية بحجة انه لا يعرف مدى مصداقية العريس المتقدم للارتباط بالفتاة!!
وبالنسبة للمواطن علي الشمري فقد أوضح ان جميع بناته تم تزويجهن وفق النظرة الشرعية وهو حق من حقوق الزوج.
وقال صالح مخرب «75» عاما ان الناس قديما كانوا يرفضون ان يرى الشاب الفتاة بل يعتبرون ذلك عيباً وعاراً اذا سمحوا بذلك وذلك يعود لعدم درايتهم بالامور الشرعية وتابع انه لم يتمكن من رؤية زوجته لرفض اهلها ذلك غير ان ابنه عبدالله مخرب اوضح ان هناك أسرا لا زالت ترفض مسألة النظرة الشرعية.
مشيراً الى انه تزوج قبل سبع سنوات دون ان يرى زوجته قبل الزواج بسبب رفض اهلها ذلك.
واذا كانت هذه نظرة الشباب وأولياء الامور للنظرة الشرعية فما قول النواعم في ذلك:
في هذا الصدد قالت نوف العتيبي انها مع النظرة الشرعية التي اجازها الشرع وتتفق معها في نفس الرؤية كل من هدى الشمري وخلود العنزي وأم فيصل وام عبدالاله وريم المساعد واللائي يرين انه لا مانع من رؤية الشاب للفتاة في وجود محرم لها ولكنها ضد ان تخرج الفتاة مع الشاب بحجة ان يتعرف كل منها على الآخر بصورة كبيرة.
غير ان كلا من شهد الماضي وام سامي يرفضان مبدأ النظرة الشرعية مؤكدتين ان الاخلاق اهم من جمال الوجه فحسب قوليهما انه اذا كانت اخلاق الفتاة جميلة فلا يهم اي شيء اخر اما اذا كانت حسنة المظهر واخلاقها سيئة فما فائدة الجمال بدون اخلاق.
وفي منطقة تبوك قال الشيخ علي حسين الشمري ان الزواج في الماضي كان مختلفاً عن الوضع الحالي حيث كان الاهل هم الذين يختارون الزوجة المناسبة لابنهم ولا يستطيع الشاب رؤية شريكته الا في يوم العرس وهذا الامر كان خاطئا لان الارتباط يجب ان يأتي ثمرة لرغبة الطرفين المعنيين وليس الاهل.
ومن جانبه قال الشيخ فهد حسن السويح رئيس مركز هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بحي سلطانه في تبوك ان الزواج هو اعقد الارتباطات البشرية لما فيه من مسؤولية مشتركة وعلاقة حميمة يشترط فيها ارتباط الروح بالجسد وفي الوقت نفسه يترتب على ذلك الزواج ارتباط عائلتين باواصر النسب والقربى فكل هذا يجعل من الضروري عدم الاقدام على الزواج الا بعد معرفة قوية بالطرف الآخر والنظرة الشرعية تتيح للشاب ان يرى وجه الفتاة عن قرب وهذا يساعد على نجاح الزيجات.
وفي منطقة الباحة قال المأذون الشرعي سعيد الفيلاني ان النظرة احلها الدين للطرفين وهي هدف لانجاح الحياة الزوجية.
ومن الناحية الشرعية التخصصية قال الدكتور احمد سعد غرم استاذ الحديث وعلومه ورئيس قسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين بمنطقة الباحة ان النظرة المعتدلة عند الخطبة هي ثمرة الادلة المتضافرة من الكتاب والسنة.
وفي منطقة جازان قال فضيلة الشيخ احمد محمد بشير معافا قاضي تمييز متقاعد على حكم النظرة الشرعية فقال حكم النظرة الشرعية جائزة لان الرسول صلى الله عليه وسلم امر بذلك لعل ذلك يكون أدوم في النكاح يجوز للرجل ان ينظر للمرأة ما يستدعي للنكاح كالوجه والكفين والرجلين وهي كذلك يجوز لها ان تنظر الى الرجل النظرة الشرعية وليكن ذلك بدون خلوة.. وما يحدث حاليا من منع المتقدمين للزواج من النظر الى من تقدم اليهم هذا باطل ومخالف لنصوص الشريعة الاسلامية والاحاديث النبوية التي اشارت الى ان هناك اجازة للنظرة الشرعية وانها من حق المتقدم للزواج ومن حق البنت المتقدم اليها.
النظرة سبب في نجاح الزواج
الشيخ ابراهيم ظفراني اجاب بقوله ان الجمال الظاهري مطلب من مطالب الزواج وقد حث عليه الشارع الحكيم كما جاء في حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تنكح المرأة لاربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك.
فيما اشار مأذون الانكحة الشيخ علي محسن معافا الى ان العادات الاجتماعية وللاسف رسخت لدى الكثير من ابناء المجتمع ان امر النظرة مرفوض اطلاقا بخلاف الادلة الشرعية التي تجيزه وهذا مرده الجهل وللاسف هناك المتعلمون والفاهمون لمثل هذه الامور وعارفون بالادلة الشرعية ولكن العادات والتقاليد رسخت في اذهان الناس نوعا اشبه بالتحريم ولكن لو كان للعقل حكم في مثل هذه الامور لاشار بوجوب النظرة لا الجواز.
فبالنظرة تبنى العشرة الطيبة وترفع المشاكل الزوجية التي تنشأ في ظل جهل كل من الزوجين بالآخر وعيوبه ومن خلال النظرة الشرعية يصبح كلا الزوجين على قناعة بالآخر فالزوج يختار زوجته على اسس منها الجمال ولا يتبين هذا الجمال الا بالنظرة.
وفي منطقة القصيم أوضح الدكتور يوسف الرميح استاذ علم الاجتماع بجامعة القصيم ان النظرة الشرعية بمفهومها واطرها الشرعية التي اجازها الشرع اصبحت الآن عرف اجتماعي رغم وجود شريحة من المجتمع وهي نسبة قليلة لا تتجاوز 10 % ترفض تلك النظرة وتتمسك في العادات والتقاليد رغم منافاتها للدين وهذه بالطبع مشكلة يجب ان يتم التغلب عليها في الاستمرارية على نهج توعوي عبر منابر التوعية في خطب الجمعة ووسائل الاعلام والمنابر المختلفة ويواصل الرميح القول: تتفاوت طبيعة النظرة الشرعية حسب طبيعة كل مجتمع من مجتمعاتنا في المملكة وهي بكل تأكيد متقاربة وان كانت في مناطق تكون مقننة ومحدودة ولا تتجاوز دقائق بينما هناك مجتمعات يكون هناك جلسة مطولة نوع ما ويكون فيها تبادل في الحديث.
ويضيف الرميح وفي طبيعة الامر النظرة الشرعية تمثل اهمية كبرى قبل عقد النكاح واحد اهم الاسس المتينة للزواج والبيت الناجح والتي ويجب ان يكون لها تعميم اوسع ومفهوم اكثر من المفهوم السائد في اواسط المجتمع حاليا حيث يعتمد الزوجان على اتخاذ قرار تاريخي في مسار حياتهما على اشخاص اخرين من الاهل والمقربين قد لا تتوافق نظرتهم مع نظرة احد الزوجين مما قد يسبب مشاكل زوجية واجتماعية بسبب اختلاف القناعات.
من جهته اوضح الشيخ عبدالعزيز بن ابراهيم اليحيى مدير لجنة اصلاح ذات البين ببريدة ان جزءا كبيرا من المشاكل الزوجية يكون بسبب استهزاء الزوج من مظهر الزوجة او طريقة حديثها او خلافه وهذه المشاكل كما يعلم الجميع يترتب عليها طلاق وخصام وغيرها من المشاكل ومراعاة ان الزواج يمثل ارتباطا مستمرا على مدى الحياة والكثير من الازواج يشتكي من الاحراجات والاعراف والقيود التي يضعها بعض اولياء الامور في النظرة الشرعية والتي لم تتح له النظرة بالشكل الكافي وهذا بكل تأكيد امر مناف للشرع كما ان المبالغة التي يتخذها البعض في الرؤية الشرعية والتي تشمل عورة المرأة وخلافه هذا أمر مناف ايضا للشريعة ونحن شريعتنا ومذهبنا مذهب الوسطية والاعتدال الذي نتمنى من الجميع ومن اولياء الامور السير عليه وعلى النهج الصحيح وان يراعو ذمتهم في ابنائهم وزوجاتهم.. كما نتمنى ان يتقبل الجميع رأي الزوجين في الرفض بعد النظرة الشرعية حتى لا تكون النظرة الشرعية عرفا ولا يتحقق الهدف منها وهو التوفيق والتوافق بين الزوجين وان لا يتم ارغام اي من الزوجين وان يكون الرفض في طريقة للطيفة ومحبذه.
وفي حائل قال الشيخ فهد العلي ان النظرة الى المخطوبة لها آداب وضوابط ينبغي مراعاتها، وهي تحريم الخلوة بها، لانها لا تزال اجنبية من الخاطب.. وبهذا يعرف الخطأ الكبير الذي يفعله بعض المسلمين اليوم متأثرين بالعادات الغربية، من خلوة، وخروج متكرر باسم الفسحة والتعرف على المحاسن.. تلك الاعذار التي لا تسوغ هذا العمل شرعاً، بل ربما انقلب الامر على الزوجين، فاستهلكوا الشحن العاطفي - الذي هو وقود الحياة الزوجية - في أيام الخطوبة، حتى اذا ما دخل بها، وكأنه دخل على امرأة يعرفها منذ سنوات، فلا يبقى للايام الاولى من الزواج رونقها وجمالها.
وفي استطلاع مع شريحة من المتزوجين قال اكثر من 95% منهم انهم لم يحظوا بالنظرة الشرعية بل ان مجرد طلب النظرة الشرعية كان امراً مرفوضاً.
واذا كانت النظرة الشرعية هي الاكثر ضمانا لاستمرارية الحياة بين الازواج فان السؤال الذي يوجه سهامه بنظرات حادة يتمثل في كيفية ترويض العادات والتقاليد لقبول النظرة الشرعية باعتبارها جائزة في الشرع هنا قصص وحكايات عن ازواج وزوجات عصفت بهم رياح الحياة الزوجية عقب دخولهم العش الوردي بسبب عدم مقدرتهما لرؤية كل منهما للآخر قبل الزواج.
يقول الشاب سعد العمر انه في يوم خطبته لم يشترط الرؤية ولم يفكر في لحظة ان يرى خطيبته قبل الزواج بل اعتمد على رأي والدته واقتنع بكلامها وبعد الزواج تأكد له انه لم يكن بها اي عيب حيث كانت على قدر من الجمال لكن ليس الى درجة الوصف الذي قدمته والدته مما ولد لديه شعورا بالاحباط فبدأ يفتعل المشاكل معها الى ان تم الطلاق بعد اشهر قليلة من الزواج.
واستطرد انه لو كان رآها في النظرة الشرعية لكان قد اقتنع بها دون هذا الوصف المبالغ فيه.
وبالنسبة «لنوف أ. ح» فقالت انها كانت تنتظر رؤية عريسها في وجود محرم ولكن العادات والتقاليد عصفت بأحلامها وبعد الزواج شعرت بعدم الارتياح اليه وطلبت الطلاق وهي ترمي اللوم على اسرتها وعلى الاعراف والتقاليد التي كتبت تعاستها فترة وجيزة من الزواج.
الشاب فهد محمد علي له تجربة في هذا الصدد حيث قال بأنه حينما كان يفكر في الارتباط طلب من اهله اختيار عروسه حسب مواصفاته ولكنه احتفظ بتلك المواصفات في نفسه وبعد ان رآها فوجئ بأنها ليست بالمواصفات التي يبحث عنها وتم ابلاغ اهل الفتاة بأنه ليس هناك نصيب بينه وبينها الامر الذي سبب له حرجاً كبيراً مع اخيها والذي زاره في المنزل محاولا معرفة سبب عدم قبوله بشقيقته معتقدا ان بها عيباً ولكن ابلغه ان شقيقته الف من يتمناها ولكن القسمة حالت دون ان يرتبط بها.
الشاب بندر الشويمان قال ان النظرة الشرعية جائزة لكن السؤال هنا كيف يوافق المجتمع عليها خاصة وان معظم الزيجات تكون عن طريق وصف الامهات والاخوات للعروس واضاف انه يعتقد بأن حالات الطلاق كثرت بسبب المبالغة في وصف العرسان.
ويتفق ضيف الله العجمي مع الرأي السابق مشيراً الى ان المجتمع يحلل ويحرم من واقع العادات والتقاليد التي قيدت الزواج وهي احد الاسباب الرئيسية في الطلاق واستدرك ان هناك فئات من الرجال يتلاعبون بمشاعر بعض الاسر عند تقدمهم لخطبة احدى الفتيات حيث يشاهدها ثم يثرثر بما شاهده لانه لم يكن اصلا جاداً في الزواج.
وقال منصور الضامري ان الشاب الذي ينوي الزواج من حقه اختيار عروسه وفق ما يراه بعينيه حسب ما حدده الشرع وفي وجود المحرم.
فيما اوضح كل من اسامة الحازمي والحسن الحازمي ان على ائمة المساجد والخطباء وحتى مأذوني الانكحة تكريس قضية النظرة الشرعية وجوازها وترسيخها في الاذهان للأهمية وتابع.. ان وضع النظرة الشرعية تحت مقياس الاعراف قد يلحق الضرر الكبير بالحياة الزوجية في الواقع الحالي الذي يرفض بشدة السماح بها.
وقال علي عبدالرحمن السديس ان النظرة الشرعية تمكن الشاب من ابداء رأيه في شريكة حياته فالزواج عموماً هو انتقال لمرحلة جديدة عنوانها المسؤولية وبناء حياة اسرية خالية من لهو الشباب واللا مبالاة.
رفض النظرة
غير ان طارق السبهان يرفض النظرة الشرعية بحجة انه لا يعرف مدى مصداقية العريس المتقدم للارتباط بالفتاة!!
وبالنسبة للمواطن علي الشمري فقد أوضح ان جميع بناته تم تزويجهن وفق النظرة الشرعية وهو حق من حقوق الزوج.
وقال صالح مخرب «75» عاما ان الناس قديما كانوا يرفضون ان يرى الشاب الفتاة بل يعتبرون ذلك عيباً وعاراً اذا سمحوا بذلك وذلك يعود لعدم درايتهم بالامور الشرعية وتابع انه لم يتمكن من رؤية زوجته لرفض اهلها ذلك غير ان ابنه عبدالله مخرب اوضح ان هناك أسرا لا زالت ترفض مسألة النظرة الشرعية.
مشيراً الى انه تزوج قبل سبع سنوات دون ان يرى زوجته قبل الزواج بسبب رفض اهلها ذلك.
واذا كانت هذه نظرة الشباب وأولياء الامور للنظرة الشرعية فما قول النواعم في ذلك:
في هذا الصدد قالت نوف العتيبي انها مع النظرة الشرعية التي اجازها الشرع وتتفق معها في نفس الرؤية كل من هدى الشمري وخلود العنزي وأم فيصل وام عبدالاله وريم المساعد واللائي يرين انه لا مانع من رؤية الشاب للفتاة في وجود محرم لها ولكنها ضد ان تخرج الفتاة مع الشاب بحجة ان يتعرف كل منها على الآخر بصورة كبيرة.
غير ان كلا من شهد الماضي وام سامي يرفضان مبدأ النظرة الشرعية مؤكدتين ان الاخلاق اهم من جمال الوجه فحسب قوليهما انه اذا كانت اخلاق الفتاة جميلة فلا يهم اي شيء اخر اما اذا كانت حسنة المظهر واخلاقها سيئة فما فائدة الجمال بدون اخلاق.
وفي منطقة تبوك قال الشيخ علي حسين الشمري ان الزواج في الماضي كان مختلفاً عن الوضع الحالي حيث كان الاهل هم الذين يختارون الزوجة المناسبة لابنهم ولا يستطيع الشاب رؤية شريكته الا في يوم العرس وهذا الامر كان خاطئا لان الارتباط يجب ان يأتي ثمرة لرغبة الطرفين المعنيين وليس الاهل.
ومن جانبه قال الشيخ فهد حسن السويح رئيس مركز هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بحي سلطانه في تبوك ان الزواج هو اعقد الارتباطات البشرية لما فيه من مسؤولية مشتركة وعلاقة حميمة يشترط فيها ارتباط الروح بالجسد وفي الوقت نفسه يترتب على ذلك الزواج ارتباط عائلتين باواصر النسب والقربى فكل هذا يجعل من الضروري عدم الاقدام على الزواج الا بعد معرفة قوية بالطرف الآخر والنظرة الشرعية تتيح للشاب ان يرى وجه الفتاة عن قرب وهذا يساعد على نجاح الزيجات.
وفي منطقة الباحة قال المأذون الشرعي سعيد الفيلاني ان النظرة احلها الدين للطرفين وهي هدف لانجاح الحياة الزوجية.
ومن الناحية الشرعية التخصصية قال الدكتور احمد سعد غرم استاذ الحديث وعلومه ورئيس قسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين بمنطقة الباحة ان النظرة المعتدلة عند الخطبة هي ثمرة الادلة المتضافرة من الكتاب والسنة.
وفي منطقة جازان قال فضيلة الشيخ احمد محمد بشير معافا قاضي تمييز متقاعد على حكم النظرة الشرعية فقال حكم النظرة الشرعية جائزة لان الرسول صلى الله عليه وسلم امر بذلك لعل ذلك يكون أدوم في النكاح يجوز للرجل ان ينظر للمرأة ما يستدعي للنكاح كالوجه والكفين والرجلين وهي كذلك يجوز لها ان تنظر الى الرجل النظرة الشرعية وليكن ذلك بدون خلوة.. وما يحدث حاليا من منع المتقدمين للزواج من النظر الى من تقدم اليهم هذا باطل ومخالف لنصوص الشريعة الاسلامية والاحاديث النبوية التي اشارت الى ان هناك اجازة للنظرة الشرعية وانها من حق المتقدم للزواج ومن حق البنت المتقدم اليها.
النظرة سبب في نجاح الزواج
الشيخ ابراهيم ظفراني اجاب بقوله ان الجمال الظاهري مطلب من مطالب الزواج وقد حث عليه الشارع الحكيم كما جاء في حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تنكح المرأة لاربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك.
فيما اشار مأذون الانكحة الشيخ علي محسن معافا الى ان العادات الاجتماعية وللاسف رسخت لدى الكثير من ابناء المجتمع ان امر النظرة مرفوض اطلاقا بخلاف الادلة الشرعية التي تجيزه وهذا مرده الجهل وللاسف هناك المتعلمون والفاهمون لمثل هذه الامور وعارفون بالادلة الشرعية ولكن العادات والتقاليد رسخت في اذهان الناس نوعا اشبه بالتحريم ولكن لو كان للعقل حكم في مثل هذه الامور لاشار بوجوب النظرة لا الجواز.
فبالنظرة تبنى العشرة الطيبة وترفع المشاكل الزوجية التي تنشأ في ظل جهل كل من الزوجين بالآخر وعيوبه ومن خلال النظرة الشرعية يصبح كلا الزوجين على قناعة بالآخر فالزوج يختار زوجته على اسس منها الجمال ولا يتبين هذا الجمال الا بالنظرة.
وفي منطقة القصيم أوضح الدكتور يوسف الرميح استاذ علم الاجتماع بجامعة القصيم ان النظرة الشرعية بمفهومها واطرها الشرعية التي اجازها الشرع اصبحت الآن عرف اجتماعي رغم وجود شريحة من المجتمع وهي نسبة قليلة لا تتجاوز 10 % ترفض تلك النظرة وتتمسك في العادات والتقاليد رغم منافاتها للدين وهذه بالطبع مشكلة يجب ان يتم التغلب عليها في الاستمرارية على نهج توعوي عبر منابر التوعية في خطب الجمعة ووسائل الاعلام والمنابر المختلفة ويواصل الرميح القول: تتفاوت طبيعة النظرة الشرعية حسب طبيعة كل مجتمع من مجتمعاتنا في المملكة وهي بكل تأكيد متقاربة وان كانت في مناطق تكون مقننة ومحدودة ولا تتجاوز دقائق بينما هناك مجتمعات يكون هناك جلسة مطولة نوع ما ويكون فيها تبادل في الحديث.
ويضيف الرميح وفي طبيعة الامر النظرة الشرعية تمثل اهمية كبرى قبل عقد النكاح واحد اهم الاسس المتينة للزواج والبيت الناجح والتي ويجب ان يكون لها تعميم اوسع ومفهوم اكثر من المفهوم السائد في اواسط المجتمع حاليا حيث يعتمد الزوجان على اتخاذ قرار تاريخي في مسار حياتهما على اشخاص اخرين من الاهل والمقربين قد لا تتوافق نظرتهم مع نظرة احد الزوجين مما قد يسبب مشاكل زوجية واجتماعية بسبب اختلاف القناعات.
من جهته اوضح الشيخ عبدالعزيز بن ابراهيم اليحيى مدير لجنة اصلاح ذات البين ببريدة ان جزءا كبيرا من المشاكل الزوجية يكون بسبب استهزاء الزوج من مظهر الزوجة او طريقة حديثها او خلافه وهذه المشاكل كما يعلم الجميع يترتب عليها طلاق وخصام وغيرها من المشاكل ومراعاة ان الزواج يمثل ارتباطا مستمرا على مدى الحياة والكثير من الازواج يشتكي من الاحراجات والاعراف والقيود التي يضعها بعض اولياء الامور في النظرة الشرعية والتي لم تتح له النظرة بالشكل الكافي وهذا بكل تأكيد امر مناف للشرع كما ان المبالغة التي يتخذها البعض في الرؤية الشرعية والتي تشمل عورة المرأة وخلافه هذا أمر مناف ايضا للشريعة ونحن شريعتنا ومذهبنا مذهب الوسطية والاعتدال الذي نتمنى من الجميع ومن اولياء الامور السير عليه وعلى النهج الصحيح وان يراعو ذمتهم في ابنائهم وزوجاتهم.. كما نتمنى ان يتقبل الجميع رأي الزوجين في الرفض بعد النظرة الشرعية حتى لا تكون النظرة الشرعية عرفا ولا يتحقق الهدف منها وهو التوفيق والتوافق بين الزوجين وان لا يتم ارغام اي من الزوجين وان يكون الرفض في طريقة للطيفة ومحبذه.
وفي حائل قال الشيخ فهد العلي ان النظرة الى المخطوبة لها آداب وضوابط ينبغي مراعاتها، وهي تحريم الخلوة بها، لانها لا تزال اجنبية من الخاطب.. وبهذا يعرف الخطأ الكبير الذي يفعله بعض المسلمين اليوم متأثرين بالعادات الغربية، من خلوة، وخروج متكرر باسم الفسحة والتعرف على المحاسن.. تلك الاعذار التي لا تسوغ هذا العمل شرعاً، بل ربما انقلب الامر على الزوجين، فاستهلكوا الشحن العاطفي - الذي هو وقود الحياة الزوجية - في أيام الخطوبة، حتى اذا ما دخل بها، وكأنه دخل على امرأة يعرفها منذ سنوات، فلا يبقى للايام الاولى من الزواج رونقها وجمالها.
وفي استطلاع مع شريحة من المتزوجين قال اكثر من 95% منهم انهم لم يحظوا بالنظرة الشرعية بل ان مجرد طلب النظرة الشرعية كان امراً مرفوضاً.
أخبار ذات صلة